منتديات الاصـــــــــــــــــــدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الاصـــــــــــــــــــدقاء

العميد واللواء والشاعر والزعيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزعيم جمال

الزعيم جمال


عدد الرسائل : 43
تاريخ التسجيل : 03/03/2007

(وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) Empty
مُساهمةموضوع: (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)   (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) Icon_minitimeالسبت أبريل 28, 2007 4:42 am

size=24] (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)

د. زغلول النجار

هذه الآية الكريمة التي جاءت في منتصف سورة الطارق هي من آيات القَسَم في القرآن الكريم‏,‏ والقَسَم في كتاب الله يأتي من قبيل تنبيهنا إلى أهمية الأمر الذي جاء به القَسَم‏,‏ لأن الله‏ ـ تعالى ـ غني عن القَسَم لعباده‏.‏ والقَسَم هنا بالسماء، وبصفة خاصة من صفاتها، وهي أنها (ذات الرجع)‏,‏ وفي ذلك قال قدامى المفسرين: إن (رجع) السماء هو المطر‏,‏ وإنه سمي (رجعًا)؛ لأن بخار الماء يرتفع أصلاً من الأرض إلي السماء حيث يتكثف ويعود إلى الأرض مطرًا ـ بإذن الله‏ ـ في عملية دائمة التكرار والإعادة‏,‏ ولفظة (الرجع) هنا مستمدة من الفعل رجع بمعنى: عاد وآب، ولذا سمي المطر (رجعا) كما سمي أوبًا لأن (الرجوع) هو العود إلى ما كان منه البدء‏.‏

ومع تسليمنا بصحة هذا الاستنتاج يبقى السؤال المنطقي‏: إذا كان المقصود بالتعبير (رجع السماء) هو المطر فقط، فلماذا فضل القرآن الكريم لفظة الرجع على لفظة المطر؟ ولماذا لم يأت القسم القرآني بالتعبير (والسماء ذات المطر) بدلاً من (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)؟.



واضح الأمر أن لفظة (الرجع) في هذه الآية الكريمة لها من الدلالات ما يفوق مجرد نزول المطر ـ على أهميته القصوى لاستمرارية الحياة على الأرض ـ مما جعل هذه الصفة من صفات السماء محلاًّ لِقَسَم الخالق‏ ـ ‏سبحانه وتعالى‏‏ ـ وهو الغنيّ عن القسم ـ تعظيمًا لشأنها وتفخيمًا.‏ فما هو المقصود (بالرجع) في هذه الآية الكريمة؟.

يبدو ـ والله تعالى أعلم ـ أن من معاني (الرجع) هنا: الارتداد أي أن من الصفات البارزة في سمائنا أنها ذات رجع أي ذات ارتداد‏,‏ بمعنىي أن كثيرًا مما يرتفع إليها من الأرض ترده إلى الأرض ثانية‏,‏ وأن كثيرًا مما يهبط عليها من أجزائها العليا يرتد ثانية منها إلى المصدر الذي هبط عليها منه‏,‏ فالرجع صفة أساس من صفات السماء‏,‏ أودعها فيها خالق الكون ومبدعه‏,‏ فلولاها ما استقامت على الأرض حياة‏,‏ ومن هنا كان القسم القرآني بها تعظيمًا لشأنها‏,‏ وتنبيهًا لنا للحكمة من إيجادها وتحقيقها‏...!!!

الرجع في اللغة العربية:

يقال‏ في اللغة العربية: (رجع يرجع رجوعًا)‏ بمعنى: عاد يعود عودًا‏,‏ و‏غيره (‏رجعه‏)‏ غيره أو‏ (‏أرجعه‏)‏ بمعنى أعاده ورده‏,‏ و(‏الرجوع‏)‏ العودة إلى ما كان منه البدء‏,‏ ويقال: (رجعه‏,‏ يرجعه رجعًا).‏ كما يقال:‏ (رجع يرجع رجعًا وترجيعًا)‏ بمعنى ردّ يردّ ردًّا‏,‏ (فالرجع) لغة هو العود‏,‏ والارتداد‏,‏ والرد‏,‏ والانصراف والإفادة‏,‏ والإعادة‏,‏ ولذلك يقال للمطر (رجعًا) لردّ الهواء ما تناوله من ماء الأرض بطريقة مستمرة‏,‏ كما يقال للغدير (رجعًا) بنسبته إلى المطر الذي ملأه‏,‏ أو لتراجع أمواجه وترددها في مكانه، ويستند في ذلك إلى قول الحق ـ سبحانه وتعالى‏: (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) أي ذات المطر، وقيل فيها أيضًا: أي ذات النفع‏.‏



ويقال‏ (‏رجع يرجع ترجيعًا‏)‏ أي ردد يردد ترديدًا‏, (‏فالترجيع‏‏ ترديد الصوت في الحلق بالقراءة وفي الغناء‏,‏ وتكرير القول مرتين فصاعدًا,‏ ومنه‏ (الترجيع‏)‏ في الأذان‏,‏ وكل تكرار في الكلام فهو (‏رجع‏)‏ و(‏رجيع‏)‏ ومعناه (‏مرجوع‏)‏ أي: مردود‏,‏ و(‏الرجع‏)‏ أيضًا صدى الصوت‏,‏ ويقال‏ (‏راجع‏)‏ أي: عاود‏,‏ و(‏المراجعة‏)‏ المعاودة‏,‏ ويقال‏ (‏راجعه‏)‏ الكلام أي ردَّ عليه‏.

و‏(‏الرجعة‏)‏ العودة من الطلاق‏,‏ والعودة إلى الدنيا بعد الممات‏.‏ يقال‏: (‏رجعت‏)‏ عن كذا‏ (رجعًا)‏ و(‏رجوعًا‏)‏ أي رفضته بعد قبوله‏,‏ و(‏رجعت‏)‏ الجواب أي رددت عليه‏,‏ و(‏المرجع‏)‏ و(‏الرجعي‏)‏ هو (الرجوع) والعود أو مكان العود، وذلك من مثل قوله‏ تعالى‏: (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا)‏ (المائدة: 48). وقوله‏ ـ ‏سبحانه وتعالى‏: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف: 174) أي يرجعون عن الذنب أو يعودون إلى الله‏ تعالى‏ وهدايته الربانية‏ وقوله‏ ـ ‏عز وجل: (فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) (النمل: 35) من الرجوع أو من رجع الجواب‏,‏ وقوله‏ ـ سبحانه وتعالى: (يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ) (سبأ:31) أي يتلاومون، وقوله تعالى: (ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) (النمل: 28)، ويقال ليس لكلامه‏ (‏مرجوع‏)‏ أي مردود أو جواب‏,‏ ودابة لها‏ (‏مرجوع‏)‏ أي لها مردود بمعنى أنه يمكن بيعها بعد استخدامها‏.‏ و(‏الراجع‏)‏ المرأة يموت عنها زوجها فترجع إلى أهلها‏ (‏أما المطلقة فيقال لها مردودة‏).‏



صورة للغلاف الغازي للأرض بسحبة ورياحه

و‏(‏الاسترجاع‏)‏ الاسترداد‏,‏ و(‏التراجع‏)‏ الارتداد إلى الخلف أو (الرجوع) عن الأمر‏. يقال‏ (‏استرجع‏)‏ فلان منه الشيء أي أخذ منه ما كان قد دفعه إليه‏,‏ و(‏استرجع‏)‏ عند المصيبة أي قال‏: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ‏)، و(‏الرجيع‏)‏ الاستفراغ أو الرفث ويستخدم كناية عن أذى البطن عند كل من الإنسان والحيوان‏,‏ وهو من‏ (‏الرجوع‏)‏ ويكون بمعنى الفاعل‏,‏ أو من‏ (‏الرجع‏)‏ ويكون بمعنى المفعول‏؛‏ و(‏الرجيع‏)‏ من الكلام المردود إلى صاحبه أو المكرر‏.

المفسرون ورجع السماء:

في تفسير قوله تعالى: (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) (الطارق:11) ذكر ابن كثير‏ ـ رحمه الله‏ ـ‏ أن رجع السماء هو المطر‏,‏ ذكره ابن عباس‏ ـ رضي الله عنهما‏ ـ‏ وعنه أيضًا أن‏ (‏الرجع‏)‏ هو السحاب فيه المطر‏,‏ وأشار ابن كثير أيضًا إلى رأي قتادة‏ ـ يرحمه الله‏ ـ‏ في‏ (‏السماء ذات الرجع‏)‏ أنها ترجع رزق العباد كل عام‏,‏ ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم‏,‏ وذكر الصابوني‏ ـ ‏أمد الله في عمره‏ ـ‏ نفس المعاني‏.‏ ويؤكد صاحب الظلال‏ ـ يرحمه الله‏ ـ‏ على هذا المعنى بقوله: الرجع: المطر ترجع به السماء المرة بعد المرة‏.‏ وذكر مخلوف ـ ‏يرحمه الله: (‏والسماء‏)‏ أي المظلة‏, (‏ذات الرجع‏)‏ أي المطر‏,‏ وسمي رجعًا لأن السحاب يحمل الماء من بخار البحار والأنهار‏,‏ ثم يرجعه إلى الأرض مطرًا‏,‏ أو لأنه يعود ويتكرر‏,‏ من (رجع‏): إذا عاد‏,‏ ولذا يسمى أوبًا‏,‏ وتكررًا‏,‏ وكذلك ذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم أن القسم هنا بالسماء ذات المطر الذي يعود ويتكرر‏.‏

الفعل رجع في القرآن الكريم:

ورد الفعل‏ (‏رجع‏)‏ بمشتقاته في القرآن الكريم مئة وأربع مرات‏ (104)‏ في الصيغ التالية‏:‏

(رجع,‏ رجعتم‏,‏ رجعك‏,‏ رجعنا‏,‏ رجعناك‏,‏ رجعوا‏,‏ أرجع‏,‏ ترجعونها‏,‏ ترجعوهن‏,‏ يرجع‏,‏ يرجعون‏,‏ ارجع‏,‏ أرجعنا‏,‏ ارجعوا‏,‏ أرجعون‏,‏ ارجعي‏,‏ رجعت‏,‏ ترجع‏,‏ ترجعون‏,‏ يرجع‏,‏ يرجعون‏,‏ يتراجعا‏,‏ رجع‏,‏ الرجع‏,‏ رجعه‏,‏ الرجعى‏,‏ راجعون‏,‏ مرجعكم‏,‏ مرجعهم‏).‏

وجاءت لفظة رجْع فيها ثلاث مرات على النحو التالي‏:‏

(أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ‏) (ق‏:3).‏ (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ) (الطارق‏:Cool‏. (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) (الطارق‏:11).‏

وكلها بمعنى الرجوع‏,‏ والعودة‏,‏ والارتداد‏,‏ والرد‏,‏ والإعادة‏,‏ وهو ما يمكن أن يعيننا في فهم دلالة الرجع في قوله‏ ‏تعالى‏: (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)‏ (الطارق: 11)، وهو معنى أوسع وأشمل من مجرد رجوع ماء الأرض المتبخر من سطحها ومن تنفس إنسها وحيواناتها، ونتح نباتاتها‏,‏ وإلا لكان القَسَم بالسماء ذات المطر‏.‏

السماء في اللغة العربية:
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاصـــــــــــــــــــدقاء :: الــــقـــــــــســم الــــــــــــعــــــام :: الـمــــنـتــدى الاســـــــــــلامــــــى-
انتقل الى: